ن تلاحق الأزمات على الفرد الحر قدر محتوم إذ والأزمة فكرة والفكرة قدر .. يصطبغ العالم خارجيا بالكمال والمثالية ولكنه في أمس الحاجة لملأ النقصان الذي يعاور سياسة الأفراد فيما بينهم ومعاملاتهم قاطبة ، وفقه التأثير لا ينشأ غالبا إلا من نفوس وصفت بالنقصان وأعيبت بدونية الدرجة في الطبيعة ، والحال أن الطبيعة تأبى الفراغ فإن إرتداد الفراغات على بعضها يولد شحنات سالبة من الفكر والأخلاق والظواهر المرتذلة ، والمثول لهذا الإنسحاق هو هزيمة مدوية للعقل البشري وبالتحديد العقول الراشدة التي تأبى الفناء من دون معنى .. فقدر الأحرار أن تسجن ضمائرهم وراء سلاسل العادات المقيتة والتشبهات الزائفة والقناعات التافهة التي لا تتصاعد إلا في الفراغ ، وحال العقل العربي لا يفتأ يتجاوز هذه الأزمة ، مجتمع اليوم إجتمع على فكرة ان لا يجتمع وإتفق على أنه لن يتفق